الاثنين، 30 مارس 2015

من المستفيد من إغلاق مكتب السياحة المغربي في دبي ؟؟؟

أبوظبي: أمين العلوي
فشل ذريع ميز العشاء “الفاخر” الذي نُظم بإحدى القنادق الفاخرة في دولة أبو ظبي والذي دعا إليه سفير المغرب بالإمارات.
هذا العشاء الذي موله المكتب الوطني المغربي للسياحة، وغاب عنه مدير هذه المؤسسة، عبد الرفيع زويتن، كان الهدف منه الترويج لافتتاح التمثيلية السياحية المغربية في عاصمة الإمارات.
ورغم الإمكانات الهائلة التي سخرت لهذا الحدث إلا أنه لوحظ غياب ممثلين عن وكالات الأسفار ومهنيي السياحة، بالإضافة إلى إقبال ضعيف من طرف أفراد الجالية الذين لا زالوا لم ينسوا القرار العشوائي الذي كان قد اتخذه المكتب الوطتي المغربي للسياحة قبل سنتين والمتعلق بإغلاق التمثيلية المغربية للسياحة في دبي بإيعاز من السفير، رغم الأهمية السياحية العالمية التي تتمتع بها دبي، هذه المدينة التي تستقبل سنويا أكثر من 12 مليون سائحا. حفل العشاء هذا، كان مصدر إحراج كبير للضيوف الإماراتيين الذين حضروه، وذلك بعد أن قام “سعادة السفير” بتوزيع نعال تقليدية أو “بلغات” عليهم. الإحراج ليس فقط الحجم الموحد للبلغات (التي تم توزيعها دون مراعاة الأحجام المختلفة لأرجل الضيوف)، بل أسوأ من ذلك، فالنعال في ثقافة عرب الخليج لا تقدم كهدايا لضيوف متميزين نظرا لأنها أداة لها استخدام آخر حيث تستعمل للقذف بها العدو وإهانته. وكأن المغرب يفتقد للمنتوجات الراقية التي تصلح لأن تُـقدم كهدايا لضيوف مميزين.
إغلاق مكتب دبي كان بمثابة الحدث الذي ألقى بظلاله على هذا “الحفل”. وقد حاول السفير استغلال تواجد بعض أفراد الجالية للخروج من عزلته لكن دون جدوى..
السؤال المطروح هو لماذا لم يقم المسؤولون عن القطاع السياحي في المعغرب بفتح تحقيق لمعرفة ملابساة إغلاق المكتب السياحي المغربي بدبي؟ في الواقع كل مهنيي السياحة في الإمارات وكذلك في المغرب استغربوا لقرار إغلاق هذا المكتب.
المعروف في أوساط الجالية هو أن سفير المغرب في الإمارة كان “العقل المدبر” وراء إغلاق لمكتب دبي، وتعويضه بمكتب آخر في أبوظبي ليكون تحت وصايته المباشرة.. والمؤسف في الأمر هو أنه قبل اتخاذ هذا القرار لم يكلف المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة نفسه عناء الاستشارة مع مهنيي القطاع سواء في المغرب أو في الإمارات بل اعتمد رأي السفير فقط والذي لا علاقة له بالقطاع السياحي.
ويؤكد العديد من الخبراء السياحيين أن إغلاق مكتب دبي سيؤدي إلى انخفاض السياح العرب والأسيوببن الذين يزورون المغرب، خصوصا وأن دبي تعتبر “ماركة عالمية” في حد ذاتها، لا يمكن تعويضها بفتح مكتب بديل في مدينة أخرى حتى لو كان الأمر يتعلق بالعاصمة الإدارية لدولة الإمارات.
المؤسف في الأمر هو أن اتخاذ هذا القرار العشوائي جاء في وقت تعزز فيه العديد من الدول مكاتبها السياحية في دبي، لأنها تدرك بأن تواجدها في هذه المدينة يمنحها فرصة ذهبية للتواصل مع ملايين الزوار المحتملين، الذين يستعملون دبي كمحور سياحي في طريقهم نحو وجهات عالمية أخرى.
ومن المفارقات المضحكة والمبكية في آن واحد، هو أن إغلاق التمثيلية السياحية المغربية في دبي كان قد تم الإعلان عنه في نفس اليوم الذي فازت فيه دبي بتنظيم معرض “إكسبو2020″ ! ويكشف المطلعون على ما يجري داخل السفارة المغربية بالإمارات أن إغلاق مكتب دبي وتعويضه بمكتب آخر في أبوظبي يضع علامات استفهام حول احتمالية تورط السفير في صفقات سياحية مشبوهة.
فأين وزارة السياحة وحكومة بنكيران من هذه القضية التي تثير عدة تساؤلات حول الكيفية الغريبة التي يتم بها تحديد السياسة السياحية في المغرب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق