عبدالله بيداح
نزل خبر الإخلاء كالصاعقة على ساكنة ساحل
تاغازوت التابعة ترابيا لعمالة اكادير اداوتنان جهة سوس ماسة درعة، الذين توصلوا قبل أيام بإرسالية من المديرية الجهوية لوزارة التجهيز
والنقل، باعتبارها الجهة الوصية على الملك العمومي البحري، تعلن فيها أن السكان المعنيين بالأمر قاموا
بالترامي على الملك العام البحري بشاطئ تغازوت، والتي من خلالها
يطلب إخلائه وإرجاع حالته إلى ما كانت عليه وذلك في أجل أقصاه 15 يوما ابتداء من تاريخ
توصلهم بالرسالة المذكورة.
وفي هذا
الإطار انعقد بمقر جماعة تاغازوت اجتماع طارئ للساكنة المعنية مع رئيس الجماعة،
ناقشوا فيه السبل الكفيلة بإيجاد حلول تحمي حقوق المتضررين من هذا القرار "الجائر"،
حيث عبروا خلال الاجتماع على أنهم يقيمون في هذا المكان منذ أكثر من قرن من الزمن،
كما عبروا عن تفاجئهم من التوقيت الذي صدر فيه القرار والحيز الزمني الضيق الذي تم
إشعارهم بإخلاء المكان وإعادة حالته على ما كانت عليه، والمحدد في 15 يوما.
هذا وقد عرف
الاجتماع حضورا قويا للساكنة، تميز بحضور نوعي للنساء، حيث تعالت الأصوات احتجاجا
على هذا القرار، الذي وصفوه بالجائر، وعبروا عن تشبثهم بالأرض والبحر مصدر عيشهم
منذ عقود. وأجمع الحاضرون على ضرورة إيصال أصواتهم لكافة الجهات المعنية، واتباع
السبل القانونية لإضاءة هذا الملف الذي تعتريه الكثير من التعقيدات، حيث أعلن رئيس
الجماعة، في نفس الاجتماع، عن تكليف محامي الجماعة بتتبع خيوط الملف ومواكبته
قانونيا لدى الجهات المختصة.
كما أكدت بعض النساء الحاضرات في الاجتماع
على ضرورة إيلاء الجهات المعنية أهمية للجانب الاجتماعي والإنساني، إذ كيف يعقل،
حسب ما أكدن، أن يتم التغاضي على تجذر إقامتهم في هذا المكان طيلة عقود، لتأتي
الوزارة اليوم وتطالب بترحيلهم، في إشارة إلى اقتران الظرفية بإنجاز المشروع
السياحي الضخم التي تتواصل أشغال بنائه بمنطقة تاغازوت. وطالب السكان المتضررون
بتخل سامي من صاحب الجلالة الملك محمد السادس قصد إنصافهم من تبعات هذا القرار
الذي ستكون له عواقب وخيمة عليهم وعلى أبنائهم.