inezgane إنزكان 2012/12/01: انزكان في عرس امازيغي ،نجومه شعراء “نادي اسافن ن تكوري”
الحسن البوعشراوي….
( الخيل والليل والبيداء تعرفني
… والسيف والرمح والقرطاس والقلم ) ان تمعنا جيدا في هذا البيت واخدناه
مفصلا بمعانيه لوجدناه يجسد صورة شكلها الاستعراض الكبير الذي نظمته” جمعية
نادي الشعر اسافن ن تكوري” أمس الأحد 25 نونبر 2012 ، والذي جاب اهم شوارع
وأزقة مدينة انزكان ، استعراض كما قلنا جسد بيت المتنبي بالمكان الذي به
الخيل المصونة والمرصعة بنواصيها وهذيل زغبها المفتول… اما علاقة الليل
فكان المغيب قد سدل سدوله في ذاك الحين ليعطي للصورة رومانسية حالمة قل
نظيرها هذا الزمان… اما البيداء نقول ان شموخها ونسيمها كان حاضرا بالزى
الصحراوي الأصيل ، واستحضار شموخ الشعراء الامازيغ الذين صاغوا كلاما يوزن
بالذهب سواء حضورهم الوازن بأقاليمنا الجنوبية او حضور شعراء بصموا رياح
الشعر بكلمات ذاع صيتها بين الأنام ولخير دليل ضيف الشرف الشاعر الكبير
الصحراوي الأصيل ” بلعيد ازيكو” كعربون محبة وود بين الامازيغ وأهل الصحراء
، و دامغها بالصمغ الأحمر، الشاعر المرموق ،”سعيد اد بناصر ” رئيس الجمعية
وصاحب ديوان” اكليف ازلماض ” والذي دافع عن القضية الوطنية في الأيام
الصعاب ، لكونه عاش قسطا من حياته ليست باليسيرة بعيون الساقية الحمراء ،
وكان من خيرة السفراء الامازيغ آنذاك ،ومن هناك كون جمعية للفنانين
والشعراء ه و تزامنا مع الايام الذهبية” السبعينات “، حيت بزغ علوها ،وعلا
شانها في كل المحافل والأنشطة المدافعة عن قضيتنا الأولى … اما من جهة
السيف فشعراءنا والمنتمين الى الجمعية المنظمة فكلامهم عند الامازيغ كان
بمثابة كلام حاد ، إن لوكته الألسن خرج الى الوجود و صاغ كلاما يقطع
الأشجان ويعربد بالمعاني ذات الأسدان ، والمتمعن في شعر انضامن لوصل الى
مفهوم سلسبيلي لا يعيه الا كل مشمر همام … بيان الرمح منطلقه من خلال
المسيرة لظاهر وبارز للعيان ، من تلك الوقفة الجامحة والمعبرة عن المشاركين
، كل واحد يحاكي حساما او رمحا يحمل بين طيات ملامحه وشموخه وصلة فن أزلي
مرموق تعاقب عبر الأزمان ليبقى زخرا وملاذا لهذا الجيل الذي واصل الركب ،
ولم يفرط في عادات وتقاليد الأجداد والأسلاف … القرطاس والقلم وما أذراك ما
قرطاس وما قلم ، فشعار الجمعية لهو كاف لترمق إليه اعينك وتلمح قرطاسا
وقلما له دلائل عن النبوغ وسدل وزم الكلام والشعر دو الأوزان والذي يعد له
الف حساب.
جابت القافلة الشوارع ولعلعة
الناي ل”عواد مسكينة” دوت في العلا لي مذكرة بتلك الأسطورة وتلك العلاقة
بين الناي العجيب بذلك الراعي الذي ينفخ فوهة قصبته العجيبة ليخرج نغما
ويسحر من بالجبال والفيافي من انسان وحيوان ، أما دقة اكناوا الأسطورية ”
اسمكان سوس كناوة” زادتها إيقاعا سحريا متناغما يربط الماضي بالحاضر ، بتلك
اللبسة البيضاء اللامعة الناصعة الشفافة كالثلج في ايامه الاولى ، وصاحبها
يترنح بحركات ايحاحية يتمايل وتلملم تحت سريان الدقة وضرب الدفوف،كل هذا
ترك الخيل المتراصة والمتبخترة ترقص لأنغامها ، سادلة هذب شعرها ، مطقطقة
رؤوسها ومنسابة لهدير الحركات وزمام فارسها الممتطى سروجها ، فارسها
بجلبابه الذهبي المقلد بخنجر “تاكميت” ، بين يديه بندقية أصيلة مذهبة
ومرصعة بمعادن زاهية ، هي لا شك تقليدية الصنع وتذل على انها ارث ورثه
الفارس من اب لجد ، يداعبها بين يديه ويلوحبها في السماء ويلويها في كل
اتجاه وزاوية ، قراءة تعي أشياء لا يفهمها الا من هو سيد الفرسان .
كل هذا الحفل البهيج ومكوناته
البهيجة وأنغامه العجيبة وصهيل خيله الهذرة سحرت الجميع ،وتجمهر جمع غفير
ولف الموكب من كل جانب ، ترك الغادي والبادي يرافقه بدون شعور ، ويزداد عدد
كلما جاب الاستعراض الشوارع والأزقة ،من بالبيت خرج راسه ليطل من شرفة
النافدة لعله يحظى بلوحة سبحان راسمها ، ومن بالدكاكين خرج منبهرا لرؤية
وتتبع الموكب العجيب ، الذي ترك الأنظار مشدوهة والعقول مبهورة ، لان
الموكب شكل لوحة فنية جمعت بين الفن الاصبل وبين التاريخ الفائت والحاضر
الشغوف إلى ارث الأسلاف.
مشرفون هنا وهناك ، وبعقل
ورزانة سيروا الموكب بكل احترافية دون خلل ولا ارتباك ، كان كل شئ مسطر
ليمر الموكب الأزلي بإحكام ، وزاده تنظيما رجال الأمن الوطني المنتشرة في
كل مكان ،مطوقين بداية الدروب والأزقة لتامين مرور الاستعراض وان يمهدوا له
الطريق ، ليتم في امن وأمان وليظهروا للعيان ان الكل مشارك وكل واحد من
زاويته.
وعند وصول الموكب الى مكان
السهرة الختامية ، وتحت الخيام المنصوبة توالت فرق فنية واستعرضت عروضا
فنية بالإيقاع والحركات أبهرت المتتبعين ، لتدوم لوقت ليس باليسير ، بعد أن
تعطى الأوامر للالتحاق بقاعة المسرح البلدي ، حيث السهرة الفنية الختامية
والتي نشطها الصحفي الإذاعي الاسمراني المرموق بإذاعة راديو بلوس والذي
أعطى الكثير للموروث الثقافي الامازيغي “محمد والكاش” ، صاحب الصوت الذهبي
الذي زاد أجواء القاعة سكونا وهدوءا وبكل تلقائية ، تساعده بين الفينة
والأخرى في التنشيط زميلته الصحفية والشاعرة الواعدة والمنشطة النابغة
والمقدمة لبرنامج براديو ام اف ام ” عائشة امرزاك” الملقبة “بتازرزيت” ،
بلباسها وقفطانها المزركش بألوان زاهية منبعه يد امازيغية حرة الأصل
والمفصل، أعلنوا بداية الحفل بالترحيب بالحضور ، بكل فنان وشاعر وملحن وكل
شغوف للفن والفنانين ، لتنطلق مجموعة الرايس “احمد البنسير” وتجسد لوحة
جمعت بين فن الروايس القدماء ونغم المعاصرة من خلال الغناء واللحن الشجي
والرقصات العجيبة التي ابهرت الحاضرين ، وعند كل توقف تعم المكان التصفيق
والزغاريد المبحوحة ، اعترافا على حب الحضور لهذا النوع من الفن الأصيل ،
ومما زاد الحفل رونقا صعود مجموعة ” اجماك سوس” الى المنصة لتستعرض فنها
ألتجاوبي بالشعر الموزون ودق الدفوف بكل رزانة وإحكام ، لتعقبه مجموعة
الرايس “الحاج ايدر والرايس اد حمو” ، مشكلين بالاتهم الامازيغية العجيبة
إيقاعا قل نظيره هذه الأيام .
وتكريما للشعراء وانضامن
والتفاتة منها ، قامت الجمعية في نهاية الحفل بتكريم احد رواد الشعر
الامازيغي الاصيل “احمد الريح ” واسمه يذل على عطائه ، مؤسس جمعية اجماك
الذائعة الصيت ، احمد الريح من بين الشعراء القلائل الذين بصموا بالمداد
الذهبي في طيات غياهب الزمان ، انعموا كلاما موزونا غنت به أفولا من
المجموعات الغنائية الامازيغية ، سرد في قصائده قضايا كثيرة ، دافع بكلامه
عن المظلوم والمقهور ، عن ذلك الفلاح بالسهل والجبل ، عن القضية الوطنية ….
هذا التكريم كان عربون محبة بين الجمعية وهذا الشاعر المغمور ، ومثل هذه
المبادرات القيمة هي التفاتة سنتها الجمعية المنظمة في كل أنشطتها ، حيت
قامت في السابق ومن خلال نسخة مهرجانها الأول بتكريم وجوه معروفة في الساحة
الامازيغية مثل تكريم المرحومة الحاجة عائشة ظريف والتي كانت قيد حياتها
عضوة شرفية لجمعية نادي الشعر اسافن ن تكوري ، وكذا تكريم الأستاذ الكبير
والصحفي المتألق وصاحب الكتاب القيم “تيرويسا” والذي سيكون مرجعا مهما
للباحثين والمهتمين في النبش في الذاكرة الفنية الامازيغية للروايس انه
الاستاذ”محمد والكاش”.
وفي ختام الحفل تم تقديم عذة
جوائز لمجموعة من الفنانة والشعراء والمغنين الامازيغيين ،تشجيعا للعطاء
الدائم وتزكية من الجمعية ان غرضها الاول هو لم جمع لمة كل شاعر وانضام
مهما كان لون شعره او لهجته او مكنونة كلامه .
نبذة عن الجمعية
جاءت فكرة تاسيس جمعية نادي
اسافن نتكوري بمبادرة من مجموعة من الشعراء المهتمين والمتواجدين في الساحة
الفنية ، والذين يشاركون بقصائدهم الشعرية في عدة اذاعات وطنية ، والتي
جاءت كفكرة كنادي من احد اعضاء جمعية “تايوغت للثقافة والتنمية الاجتماعية
” ، لتستقل بعد ذلك في 1فبراير 2012 والذي تم فيه تجديد مكتب النادي
واصبح جمعية مستقلة عن الجمعية الام “تايوغت انزكان”.
ومن بين اهذا هذه الجمعية والمسطرة في برامجها والتي لها اولوية :
- · الاهتمام بالشعر والشعراء .
- · تنظيم مهرجانات وملتقيات تهتم بهذا الفن الاذبي والتعريف به ورواده سواء كان اشعاعا ثقافيا او اعلاميا
- · الذفاع عن جودة الشعر وسموه والاهتمام بالثقافة الامازيغية وتوثيقه عن طريق اصدار دواوين ومجلات واقراص
- · تكريم الشعراء والذفاع عن مطالبهم المشروعة
ادارة المهرجان :
* مدير المهرجان : سعيد اد بناصر
* المدير الفني : محمد بايري
* اللجنة الفنية : محمد نبيه وعائشة امرزاك
* اللجنة المالية : الحسن مبارك
* الادارة التقنية : محمد بوكبير
* التواصل : الحسين الدرايفي
* المحافظة العامة : محمد ايت العسري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق