الثلاثاء، 11 مارس 2014

أكادير: شهادة في حق المرأة المنتخبة الجماعية 2014



من الحقائق التي لا غبار عليها أن هناك عوامل حجمت من بروز المرأة السياسي عموما والجماعي خصوصا.
إن حرمان المرأة من التعليم في العقود الماضية وتكبيلها بكثير من التقاليد البالية...أخر انخراطها بشكل ملفت في العمل السياسي والجماعي، وحتى اللواتي ولجن الميدان وجدن أنفسهم أمام أحزاب يسيطر الذكور على قياداتها فلا يتخلون ولا يفسحون المجال لغيرهم إلا بالموت أو الهرم المقعد.
فهذا الوجه من انعدام الديمقراطية الداخلية وتكافؤ الفرص داخل الأحزاب ضيع على المرأة الكثير...ومن هنا جاءت محاولات لإدماج المرأة في الهيئات التمثيلية من خلال التمييز الايجابي "الكوطا" إلى أن جاء أخيرا النص الدستوري الذي يكرس المناصفة، وإن كان الأمر لازال يحتاج إلى نضال قوي.
وليس قصدي في هذه الشهادة التحليل العميق لأوضاع المرأة السياسية وأوجه مشاركتها في شتى الميادين بقدر ما قصدي أن أعطي شهادة في النساء اللواتي عملت معهن كمنتخبات على قلتهن.
فقد لاحظت عموما ما يلي :
أن المرأة يميزها الحس المرهف فهي لا ترضى بالفشل ومن هناك فهي تكد وتجد للنجاح في المهمات.
أن المرأة لها قدرة على الانتباه إلى التفاصيل والتجاوب مع وضعيات خاصة بعمق فأدركت أن المنتخبات يكن أكثر فاعلية في الجوانب الاجتماعية.
إن المنتخبات التي عملت بجانبهن، كن أكثر صدقا وأكثر حماسا لإظهار نتائج إيجابية في العمل الجماعي...ولم أر لهن سلبيات إلا أن بعضهن يكن أكثر تعصبا لأحزابهن وفرقهن حتى وإن كانت بعض الآراء والمواقف مجانبة للصواب.
إن المرأة المنتخبة زيادة على الإكراهات التي تشترك فيها مع الرجل المنتخب فإنها تعيش مآسي في التوفيق بين المهنة الأصلية والانتداب الجماعي ومسؤولية البيت ورعاية الأولاد، هذه المسؤولية التي لا يمكن أن يقوم بها غيرها وخصوصا في جانبها العاطفي...
إن المرأة نصف المجتمع، وقد أثبتت التجربة أنها غالبا ما تكون أكثر صدقا وفعالية...فلهذا كله ينبغي أن تعمل القوانين المنتظر سنها على تسهيل المأمورية للمرأة للولوج للعمل الجماعي والعطاء فيه.
مقتطف من كتاب: الجماعات المحلية قراءة من الداخل
قراءة نقدية إقتراحية لواقع الجماعات المحلية بالمغرب
خلاصة تجربة فترتين انتدابيتين لمستشار جماعي الأستاذ صالح المالوكي
محمد الرايسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق