الأحد، 18 أكتوبر 2015

إنزكان عبدالله بيداح: نجل الفقيه عالم العلامة بسوس العالمة المرحوم الحاج الحسن طمطم يرث محراب ومنبر والده.

لم أكن أصدق ما بلغ الى علمي من ان نجل الفقيه الحاج الحسن طمطم الذي اشتهر بعلمه وورعه بمدينة انزكان، والتي لم يترك فيها المرحوم العلامة اية منبر أو محراب الا وام فيه وخطب عليه، هكذا كنت أسمع عن الفقيه الحاج الحسن طمطم، واليوم انبهرت واحسست باعجاب كبير لما دخلت إحدى المساجد بجماعة التمسية التابعة ترابيا لمندوبية الأوقاف الإسلامية بإقليم انزكان أيت ملول
، حيث كانت الصدفة كبيرة والمقام جلل لما رأت بأمي عيني وسمعت بأدني ابنه محمد طمطم وهو يلقي درسا باللغتين الأمازيغية والدارجة لتقريب بعض المعاني لبعض الدلالات لأحاديث نبوية حيث كان المسجد بين عشائين عرف حضور دكوريا ونسائيا ينصتون ويستمعون لإبن المرحوم وهو يفسر ويبين ويشرح للحضور الكريم سلسلة دروسه المسائية والتي كان يقرأها من كتاب التاج لأحد علماء مصر، حيث كان التجاوب واضحا بفعل عامل التواصل الذي يسلك فيه خلف والده اللسان الأمازيغي السليم والبصيت في تقريبه وتوضيحه لبعض المعاني ولبعض المصطلحات ولبعض الصور التي كان يستخلصها من الحديث النبوي الشريف بأسلوب شيق في غاية العذوبة.
وكما كانت قرائية المتقاعد محمد طمطم للقرآن الكريم للقراءة المغربية الأصيلة بقراءة ورش عن النافع وبالمناسبة فان المسجد الذي يشرف فيه ابن المرحوم على الإمامة والخطابة عرف ويعرف إقبالا كبيرا لدى ساكنة الدوار سواء تعلق الأمر بالرجال والشباب والنساء والشيوخ على حد سواء، مما يبين اسلوب وقدرة ايصال المعلومة الى شرائح اجتماعية يجمعها التباين والإختلاف في مختلف المستويات الفكرية والعقلية والنفسية والحصيلة المعرفية، هذا الذي أدى الى الإقبال الكثيف الذي يعرفه المسجد وخاصة يوم الجمعة وأثناء الدروس الليلية التي تلقى بينا العشائين يجمعها ويوحدها المدهب المالكي والعقيدة القائمة على الوسطية والإعتدال وفق منطوق المدكرات والتوجيهات الوزارية والصادرة عن المجلس العلمي سواء على المستوى الوطني او الإقليمي .
وقد صرح بعض الشبان لنا ان إمامهم وخطيبهم يستفيدون منه في بعض الشروح والتعاريف المتعلقة باللغة العربية من قواعد لغوية وشواهد عربية ومفاهيم اسلامية وتربوية، وبذلك غالبا ما يقصدونه لنهل والتزود من معاريفه وعلومه وكتبه والتي لا يبخل بها عن أحد حسب تصريح أحد الطلبة الجامعيين وكذا بعض طلاب المؤسسات التعليمية الإبتدائية والإعدادية والثانوية التأهيلية، وهو الذي يعتمد في وسائله التلقينية على التقنيات الحديثة من حاسوب وعاكس ضوئي لتقريب دروسه الفقهية والشرعية لمرتادي المسجد الذي يشرف عليه ابن العالم الفقيه الحاج الحسن طمطم.

ومما تجدر الإشارة اليه ان الإمام الخطيب لا يأخد ولو درهما واحدا حيث تطوع براتبه الشهري ليصرف على مرافق المسجد بل وحتى منحة وزارة الأوقاف من المنتظر ان توصل بها ان تأخد طريقها ومسلكها لتصرف على حاجيات المسجد وهو نفس النهج والأسلوب الذي كان يسلكه والده المرحوم الحاج الحسن طمطم عندما كان مشرفا على المساجد بأكادير الكبير والذي بدوره لم يكن ولو سنتيما واحدا عن وظيفة الإمامة والوعض والإرشاد حيث كان يلقي دروسا بالأمازيغية في الفقه والتفسير في بداية السبعينيات من القرن الماضي والتي لازالت تحتفض الإداعة الوطنية في ارشيفها، هكذا نجد أنفسنا أمام نفس المنهج والأسلوب الذي كانت تسلكه أسرة العالم العلامة بسوس العالمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق