شهد مسرح الهواء الطلق مساء يوم الأحد 12 غشت الجاري، حفل احتتام فعاليات
النسخة الثالثة من مهرجان المهاجر الذي نظم إحياء لليوم الوطني للمهاجر،
والذي نظمته جمعية إنرزاف هذه السنة تحت شعار "الإبداع الفني في خدمة
المهاجر بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في الفترة الممتدة ما
بين 10 و12 غشت 2012 بأكادير.
وهي تظاهرة سنوية تنظم بهدف خلق تواصل حقيقي متين بين الشعراء،
الموسقيين والمغنيين الأمازيغ، الذين يعيشون في المغرب و في بلاد المهجر،
لتبادل الأفكار في شأن تدبير سبل الرقي بالثقافة الأمازيغية.وقد أوضح
حميد بايح المعروف بحميد إنزراف إسوة باسم مجموعته الفنية "إنرزاف"، وهو
نفسه رئيس جمعية "إنزرزاف " أن الفن والفنانين الأمازيغ هما الرباط المتين
الذي من شأنه الحفاظ على الهوية في الأصول والثاقافة الأمازيغيتين عند
الأجيال التي تولد وتنمو في بلاد المهجر. والفنان حميد لا يتكلم عبثا فهو
نفسه ذاق ويذوق مرارة الهجرة، إذ أنه يعيش من مدة بألمانيا وينتقل بين
البلدين بين فترة وأخرى بهدف إبداع فني أو للإشراف على مهرجان المهاجر.كما أكد مدير المهرجان ابراهيم الرامي أن الجمعية تهدف أيضا من خلال
تنظيم هذه التظاهرة الفنية التي لاقت أقبالا جماهيريا كبيرا، خلق جسور
التواصل بين فناني المنطقة الأمازيغ والجالية المغربية عامة والمغرية
الأمازيغية خاصة، وكذا الإهتمام أكثر بالجالية وهي بأغلبها منحدرة من جهة
سوس و توطيد علاقتها بوطنها الأم وبأصول وجدذورهما الأمازيغيين. في حين
أوضح المدير الفني للمهرجان رشيد أكلاكال أن التظاهرة نجحت في تلاحم الفنان
المغترب والفنان المستقر بالبلد، وفتحت مجالا واسعا للمغتربين بالإستمتاع
بفنانينهم الأمازيغ داخل الوطن وهذا له طعم خاص كما أكد الكثير ممن حضرمنهم
الحفل.و قد عرفت هذه الدورة برنامجا جمع بين الثقافة الفن و تمحورت
فقراته بأغلبها حول الهجرة، إذ نظمت خلال أول أيامها ورشات لفائدة أطفال
الجالية المغربية و الأطفال المحليين في الكتابة الأمازيغية "تيفيناغ"،
توجت بتوزيع جوائز على المتفوقين في الكتابة بالامازيغية، كما نظم معرض
للآلات الموسيقية والكتب الأمازيغية. في حين عرف في يومه الثاني تنظيم ندوة
فكرية حول الهجرة والإبداع الفني، أطرها عدد من الأساتذة المختصين
والباحثين، الذين أظهروا من خلال التعريف وسرد مقتطفات من مؤلفات أدبية و
شعرية للفنان الأمازيغي، تمظهرات الإغتراب الذي عاشه أو شهده الفنانون
الأمازيغ منذ عصور. كما ناقشوا مشاكل الفنان الذي يعيش في المهجر وكذا
مشاكل الفنان الذي يعيش في الوطن.واختتمت الدورة الثالثة من مهرجان
المهاجر بحفل فني شهده مسرح الهواء الطلق بأكادير الذي غصت جنباته بجمهور
غفير، الذي استمتع مع فرقة احواش أهياض، واستمع بشغف مع الفنان ابراهيم
إسلي المغترب أيضا بالديار الفرنسية، والفنان المتميز صالح الباشا الذي ذاع
صيته بتمكنه من النظم والشعر والأداء الغنائي الأمازيغي المتميز، وتجاوب
الحضور مع أداء الفنانة المتألقة فاطمة تاشتوكت، كما أغنى الحفل بمونولوج
متمكن ومتميز الفكاهي بوشعيب أبعمران، و ختم الحفل بأداء مجموعة إنرزاف
التي اعطت بسخاء، وكان تجاوب الجمهور معها منقطع النظير حيث شهد الكل
بينهما تبادل الحب والعطاء، ولم يستطع الجمهور صبرا حيث صار يلتقط مع
الفرقة ومع نجمها الصور التذكارية حتى آخر مقطع صدح به حميد بايح "حميد
إنرزاف" بأمسية خالدة تؤرخ لمحطة صلة الرحم بين المهاجر وأهله في الوطن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق